أحييكم أحبتي بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقدمة :
حياتنا حياة فانية لن يبقى منها ماينفعنا سوى صالح أعمالنا التي بها قد نتخطى عقبات أهوال يوم القيامة
فلن ينفعنا إلا ماصلح من أعمالنا في وقت لايعرف الإبن أمه ولا تعرف الأم إبنها
ويبدأ صدى الأصوات فيه بـ(نفسي نفسي) .
لذلك .. فلنركز همومنا على ماسيدوم لنا إلى النهاية .
ففي ذلك الوقت نحن بحاجة إلى مايرجح ميزاننا إلى كفة النجاة من النار فدعونا لا ندخر جهدا لذلك .
مدخل :
الحياة تنقسم إلى أربع منعطفات رئيسة يكون كل منعطف فيها عبارة عن نقطة تحول جذرية في مسار حياتنا ، فإما
أن تجتاز هذا المنعطف بصورة صحيحة كي تستمر حياتك على النحو الأمثل
أم تجتازه بصورة خاطئة فتنتهي بذلك حياتك كإنسان .
منعطفات الحياة :
المنعطف الأول : ويبدأ من دخولك إلى المدرسة حيث تختلط بأناس غير أهلك وترى مالم تراه من قبل
وتتعلم أساسيات الحياة على أيدي من كادوا أن يكونوا رسلا بعده عليه الصلاة والسلام
كما قال أحد الشعراء :
قم للمعلم وفه التبجيلا ... كاد المعلم أن يكون رسولا
فبهذه المرحلة تبدأ طفولة الإنسان بالنهوض ، ويبدأ الطفل بالإستمتاع بكل شيء حوله ، ويبدأ خلق جو لنفسه
وجعل من كل شيء تسلية له .
في هذه المرحلة لايفكر الطفل إلا في إمتاع نفسه فقط ولا يبدي إهتمام لأي شيء آخر غير ذلك .
كيف يستمتع ..؟ هذا فقط مايجول في خاطره .
وما يميز هذه المرحلة عن غيرها هي أنها باقية إلا الأبد . مهما أتى بعدها من ظروف .
فالطفولة شيئ يدعوك إلى الضحك حتى وأنت في قمة الحزن ، فمرحى لأيام مضت تشعرك بلذة الحياة .
//
\\
//
المنعطف الثاني : ويبدأ عند دخولك المرحلة المتوسطة ، وهنا تبدأ المراهقة ، وتبدأ المغامرات ( بالعامية الجريات )
وفي هذه المرحلة يبدأ الشخص بالتفكير .. ليس في مستقبله بل فيما يقضي يومه ، وإذا فكر بشيئ
يفعله في قضاء هذا اليوم لاتعوقه معوقات الدنيا عن تنفيذه ، ولا يفكر في أي عواقب قد تحدث جراء فعلته تلك
مهما كانت خطورة تلك العواقب ، والمهم لديه هو أن ينجح بالقيام بما يجول بخاطره .
وإذا لم يفلح في ذلك لا يتردد بإعادة الكرة مرة أخرى حتى وإن اشتدت العواقب .
فهذه المرحلة هي مرحلة المغامرات بجميع أنواعها ويجب على الأهل أن يحرصون على أن تمر هذه المرحلة على خير
لأنها هي المنعطف الأصعب من بين تلك المنعطفات الأربع .
وما يميز هذه المرحلة أنه بها تتحدد شخصية الإنسان التي سيبقى عليها بقية حياته .
//
\\
//
المنعطف الثالث : ويبدأ من الصف الثالث ثانوي ، وهي مرحلة الشعور بالمسئولية والخوف من المستقبل .
يبدأ الشخص بالتفكير بما له وما عليه وكيفية إجتياز هذه السنة الدراسية على خير لأنه ومن خلال هذه السنة
يتحدد مستقبله ويرسم طريقه .
إما أن يكمل دراسة وينفتح الطريق أمامه وتتسع مجالات تخطيطه .
أو يختصر الطريق على نفسه كما يريد و يبحث له عن وظيفة يعيش منها ويكمل حياته بها .
أو يكون أمامه أصعب الخيارات وهو البقاء عاطلا عن العمل إلى أن يفرجها الله عليه كما هو حال الكثيرين الآن .
وما يميز هذه المرحلة عن غيرها هو العناء الذي يتكبده الشخص خلالها ، والحالة النفسية التي يمر بها
في هذه المرحلة لأنها تعتبر مفترق طرق بالنسبة له ويعلق عليها الكثير من آماله .
والسبب الأكبر للظغط النفسي الذي تحدثه هذه المرحلة هو أن أغلبية الطلاب يحاولون تلبية رغبات المجتمع
وليس رغباتهم .
منهم من يريد الطب ومنهم من يريد الطيران وغيرها من تخصصات يفرضها عليه المجتمع بالدرجة الأولى
والأهل بالدرجة الثانية دون النظر إلى رغبته الشخصية وميوله العلمية والمهنية .
//
\\
//
المنعطف الرابع : ويبدأ هذا المنعطف عندما يقدم الشخص على إكمال نصف دينه ، فبهذه
المرحلة يدخل الإنسان حياة جديدة بها يتغير كل ماكان عليه بالسابق ، فبها يختار شريكة حياته ومن ستكون
أما لأولاده وبنتا لوالديه وأختا لأخواته .
امرأة سيبقى معها باقي أيام حياته ، تعاونه على تخطي مصاعب الحياة ، تقف إلى جانبه بالضراء قبل السراء
وينجبون أبناءا هم زينة الحياة الدنيا .
بهم ترسم البسمة على شفائهم وشفاء آبائهم ( أي الأجداد ) ، هم من يهونون عليه صعوبة الحياة ويجعلونها في
نظره هي الأجمل مهما كانت صعبة المراس.
وما يميز هذه المرحلة عن غيرها هو أن بها حياة جديدة يعيشها الشخص بعيدة كل البعد عن ماكان يعيشه بالسابق
، وهذه الحياة هي التي سيكمل بها مشواره إلى النهاية .
الكاتب:$$$MR.HOOK$$$
الجمعة فبراير 08, 2008 4:44 am
