حوار الوداع : إذاغنى القمر / 2 / غداً الرحيل
نهضت ببطء شديد وفي الطريق قالت: نسيت أن أسالك
ماذا ستفعل إذا غنى القمر للراحلين
الم نتفق في الغد نكمل الحوار
مهلا انتظر وإن لم يكن هناك فجر جديد
لا الفجر قادم لامحالة
لا لن يكون بعد اليوم فجر
ومن قال لكِ حبيبتي إن خيوط الشمس
لن تبشرنا بميلاد يوم جديد
إنها الأقدار أصدرت حكمها وأعلنته للبشر
ومن فوضها عنا
اسأل من شرع وسنن القوانين بين البشر
وأين هي تلك القوانين
في العقول المتحجرة .. عند من لم يعيشوا أبجدية العشق يوماً
وإذا بزخات المطر تنهمر بغزارة
لكنها ليست من غيمة قابعة بالسماء
بل إنها من عيون لم أرى فيها يوما إلا الفرح
وهنا
سكن النبض في فؤادي وتيبست الحروف على شفتي وجف الدم في العروق
لم أعد قادرا على النظر في عيون لابد راحلة لأنني لا أطيق الوداع
وقبل أن أحاول الرد وضعت يدها على فمي وقالت:
غداً الرحيل
فلا تبكني
هي النهدات تكفيني
زوادة للسفر
لاوقت للدموع لاوقت
غداً الرحيل
فلتسرع كل فراشة تهوى اللهب
سوف تطفئ الشمعة الأخيرة
بعد قليل
لاوقت للتفكير لا وقت
غداً الرحيل
فلتسقط كل الأحلام الواهية
ولتقرع أجراس الوداع
غداً بانتظاري أشيائي الرائعة
ليلي وكأسي والضياع
غدأً الرحيل
ماأسهل الوداع
تلويحة بيد متعبة
ودمعة حزينه
تجري بهدوء وصمت
غداً الرحيل
ماأصعب الوداع
دعوا القلب يتمزق
دعوا الروح تتفت
دعوا عمري يتبعثر
كي ألمه على مهل
سيكون لدي الكثير الكثير من الوقت ...................
قلت لها يكفي فإنك تخاطبين جسداً بلا روح
وتحدثين قلباً بلا نبض
وتحدقين بعيون مكفوفة البصر
وتهمسين لأذن محرومة من نعمة السمع
إنك بحضرة إنسان يحتضر
وهنا أنحبست الحروف في الأعماق
و لم ينتهي الحديث بعد ولكن معذرة لابد من التوقف ولو لبرهة من الزمن
يــــــتــــبـــــع
شــــاعـــرة أحـــزانـــني
ــ